ويعتبر التراخوما هو السبب الرئيسي في العالم للعمى المعدي، وهو أكثر انتشارًا بين النساء من الرجال؛ حيث تمثل النساء 70 بالمئة من الحالات. كان أربعة وسبعون في المائة من المرضى الذين خضعوا لعملية جراحية بسبب التيتانوس المسبب للعمى في الأشهر الثلاثة الماضية من النساء، مما ساعد على معالجة عدم التوازن الكبير بين الجنسين.
وعلى مدار العامين المقبلين، سيعالج المشروع التراخوما وظروف فقدان البصر الأخرى، بهدف تقديم أكثر من 300000 خدمة، بما في ذلك الفحوصات والمضادات الحيوية والنظارات والعمليات الجراحية للمجتمعات.
وإلى جانب تقديم الخدمات؛ سيتم تدريب مكتشفي الحالات من أجل تحديد التراخوما، وتدريب المعلمين للتعرف على الخطأ الانكساري في العين، وذلك للعثور على المزيد من الأشخاص الذين يعانون من أمراض العين؛ حيث يمكن أن يؤدي فقدان البصر إلى تعريض التعليم وسبل العيش للخطر، وبالتالي فإن برامج التوعية المجتمعية ستساعد في توجيه الناس إلى الخدمات التي يستحقونها.
وصرح سعادة السيد خليفة بن جاسم الكواري، المدير العام لصندوق قطر للتنمية، قائلًا: "إنه لمن دواعي سروري البالغ أن نشهد التأثير الإيجابي لمبادرة قطر تصنع الرؤية في الأشهر الثلاثة لها في محطتها الجديدة أثيوبيا، وهو ما يعكس الشراكة الإستراتيجية مع مؤسسة "أوربيس" للنهوض بصحة الرؤية للمجتمعات المحرومة في إثيوبيا. وسيواصل صندوق قطر للتنمية التزامه بتعزيز الوصول إلى الرعاية الصحية والمرافق الطبية للمجتمعات المحتاجة في جميع أنحاء العالم".
وبفضل الدعم الأساسي من صندوق قطر للتنمية، قدمت مؤسسة "أوربيس" وشركاؤها الإستراتيجيون - بين عامي 2016 و2020 في الهند وبنغلاديش = أكثر من 6 ملايين اختبار وعلاج للعين، وبشكل أساسي للأطفال، من خلال مبادرة قطر تصنع الرؤية، فيما يعتبر المشروع في إثيوبيا هو النشاط الأول للمرحلة الثانية من المبادرة.
وصرحت ريبيكا كرونين، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "أوربيس" بريطانيا: "مع تكرار العدوى؛ يمكن أن يتسبب التراخوما في تحول أغطية عين الشخص إلى الداخل وكشط القرنية. وهذا ليس مؤلمًا للغاية فحسب؛ بل يسبب أيضًا ضررًا دائمًا. وبفضل صندوق قطر للتنمية؛ تمكنَّا من تقديم العناية بالعين حيث تشتد الحاجة إليها، بهدف وقف العدوى في مساراتها".
وأضافت: "من الضروري أن يقدم البرنامج أيضًا خدمات شاملة؛ حيث يمكن علاج إعتام عدسة العين بشكل كبير، وبفضل دعم صندوق قطر للتنمية؛ خضع الناس لعمليات جراحية ستغير حياتهم. ويمكن للتدخلات الصغيرة - مثل الحصول على نظارات - أن تحدث فرقًا كبيرًا وتساعد الطفل على الدراسة والاستمتاع بالمدرسة مرة أخرى. بينما يمكن أن يسرق العمى - الذي يمكن تجنبه - الكثير من حياة الناس؛ ولكن مع التمويل اللازم، فإن التدخلات موجودة، وهي تحدث فرقًا حقيقيًا".
وتعمل مؤسسة "أوربيس" على تغيير الحياة من خلال الوقاية من العمى الذي يمكن تجنبه وعلاجه منذ أربعة عقود، وذلك من خلال شبكة وثيقة من الشركاء الذين يقومون بتوجيه وتدريب فرق رعاية العيون المحلية - من العاملين في المجتمع إلى الأطباء والممرضات - حتى يتمكنوا من حفظ واستعادة الرؤية في مجتمعاتهم.